انتحار جماعي وموت عنيف… مخلفات حدوث كارثة نووية
انتحار جماعي وموت عنيف، ذلك ما يعنيه حدوث كارثة نووية يكون البشر مسؤولين عنها كلية، حسب مقال لمجلة “لوبس” الفرنسية، التي قالت إنه لن يكون بعد الحرب النووية سوى الدمار والخراب، أيًا كان من يطلقها.
وأوضحت المجلة في مقالها بأن الحروب والتهديدات باستخدام الأسلحة الذرية، والتجارب الصاروخية ما هي إلا إرهاصات مرعبة لاحتمال وقوع صراع نووي.
وسلط المقال الضوء على الآثار المدمرة للحرب الذرية، بدءًا من الإشعاع المميت والحرارة وموجة الصدمة، ومرورًا بكارثة “الشتاء النووي”، وما سيلحق بالمحيطات وطبقة الأوزون من ضرر يستغرق عقودًا، وانتهاء بسنوات المجاعة الطويلة، والصراعات الإقليمية وما يرافقها من عواقب عالمية بالغة التأثير.
وذكرت المجلة -في مقال بقلم جان بول فريتز- أن الإشعاع المباشر المميت للانفجار النووي سيمتد لمسافة ميل تقريبًا إذا كان الانفجار بقوة 10 كيلو طن، أو نصف قنبلة ناغازاكي، مع أن هذه الإشعاعات التي يمكن أن تشكّل عاصفة نارية، تتضاءل أمام التأثيرات الأخرى للانفجار في القنابل الحديثة، حيث تكون موجة الصدمة “مسؤولة عن معظم الدمار المادي”، حسب قوة القنبلة وتضاريس المكان.
لكن تأثيراتها تختلف سواء انفجرت القنبلة على الأرض أو في الهواء، وتكون الطريقة الأخيرة أكثر فاعلية إذا كان الهدف هو تدمير مدينة.
بعد ذلك يبدأ التساقط الإشعاعي، وهو تأثير خاص بالأسلحة النووية، ويمكن أن يستمر تأثيره لسنوات أو عقود، إلا أن الآثار المميتة تستمر من أيام إلى أسابيع فقط.
وتوصيات الدفاع المدني الحالية –حسب دليل المواطن للكاتبين أستاذ الفيزياء ريتشارد ولفسون، وفيرينك دالنوكي فيريس، الباحث المقيم في مركز جيمس- تنص على بقاء الناجين في منازلهم لمدة 48 ساعة على الأقل، وهو الوقت الذي يقل فيه الإشعاع، خاصة أن المواد المشعة تشكّل سحابة ترتفع إلى طبقة الستراتوسفير، ويستغرق سقوطها على الأرض شهورًا وأحيانًا سنوات.
ومن التأثيرات التي لا تُذكر كثيرًا “النبض الكهرومغناطيسي” الناتج عن طرد الإلكترونات من الهواء بواسطة أشعة “غاما” أثناء الاحتراق النووي، وهو يؤثر في الدوائر الإلكترونية، بحيث إن إطلاق “سلاح واحد كبير على بعد 200 ميل -تقريبًا- فوق مركز الولايات المتحدة، يمكن أن يغطي الدولة بأكملها في نبضة كهرومغناطيسية شديدة تكفي لإتلاف أجهزة الحاسوب وأنظمة الاتصالات والأجهزة الإلكترونية الأخرى”.
ويمكن أن يؤثر -كذلك- في الأقمار الصناعية المستخدمة في الاتصالات العسكرية والاستطلاع والإنذار بالهجوم، حسب قول العلماء.