مركز أوروبي: سنة 2024 الأكثر دفئا على الإطلاق
أعلنت خدمة كوبرنيكوس لتغير المناخ التابع للاتحاد الأوروبي، أن عام 2024 من المؤكد فعليا ان يكون “الأكثر دفئا على الإطلاق” والاول الذي تكون فيه درجات الحرارة العالمية المتوسطة أعلى من مستويات ما قبل الصناعة بمقدار 1،5 درجة مائوية.
وكان شهر نوفمبر الماضي ثاني أكثر شهر دافئًا على الإطلاق، مما يؤكد التوقعات بأن عام 2024 سيكون العام الأكثر حرارة منذ بدء التسجيل (تعود بداية تسجيل المعلومات الأكثر تفصيلاً حول درجات الحرارة إلى عام 1850). وقالت الخدمة في نشرتها الشهرية “في هذه المرحلة، من المؤكد فعليا أن عام 2024 سيكون العام الأكثر دفئا على الإطلاق” متفوقا بذلك على عام 2023، اذ ستكون المرة الأولى التي يتجاوز فيها حد 1،5 درجة مائوية (المتفق عليه بموجب اتفاق باريس للمناخ)، المسموح به من ظاهرة الاحتباس الحراري.
ونصت اتفاقية باريس لعام 2015 على أن الاحتباس الحراري الناجم عن الإنسان يجب أن يقتصر على درجتين مائويتين (3،6 درجة فهرنهايت)، ومن الناحية المثالية أقل من 1،5 درجة. ويرجع العلماء، السبب الرئيسي لتغير المناخ الى حرق الوقود الأحفوري مثل الفحم والنفط والغاز الطبيعي محذرين من أن تجاوز هذه الدرجة على المدى الطويل من شأنه أن يعرض الكوكب لخطر كبير. واشارت نائبة مدير كوبرنيكوس سامانثا بورجيس الى أن “وتيرة الاحتباس الحراري سريعة للغاية بحيث لا تستطيع النباتات والحيوانات التكيف كما كانت تفعل دائمًا خلال التغيرات السابقة في مناخ الأرض” ،محذرة من انقراض المزيد من الأنواع وتعطيل شبكات الغذاء الطبيعية وتراجع الملقحات وتزايد الآفات وتعرض المجتمعات الساحلية لارتفاع مستوى سطح البحر.
ارتفاع درجات الحرارة يؤدي إلى كارثة
وفي أكتوبر الماضي، قالت الأمم المتحدة إن المسار الحالي لانبعاثات الوقود الأحفوري، على الرغم من التعهد العالمي بالابتعاد عن الفحم والنفط والغاز، من شأنه أن يؤدي إلى ارتفاع كارثي في درجات الحرارة بمقدار 3،1 درجة مائوية. وسوف تحتاج البلدان النامية بحلول عام 2035 إلى 1،3 تريليون دولار سنويا من المساعدات للتعامل مع آثار تغير المناخ.
وفي محادثات المناخ التي عقدتها الأمم المتحدة في نوفمبرمن العام الجاري، تعهدت الدول الغنية بتخصيص 300 مليار دولار سنويا بحلول عام 2035. ووصف المبلغ “بأنه غير كاف على الإطلاق” . وقالت كوبرنيكوس إن مساحة الجليد البحري في القارة القطبية الجنوبية في نوفمبر كانت أقل بنسبة 10 بالمائة عن المتوسط، وهو ما يعتبر تراجعا قياسيا في مساحة القارة .
ونجمت درجات الحرارة القياسية التي سجلت خلال سنة 2023، جزئيا عن ظاهرة النينيو ـ وهي ظاهرة مؤقتة للاحترار الطبيعي لأجزاء من وسط المحيط الهادئ تؤدي الى تغير الطقس في جميع أنحاء العالم.
موجات حر متكررة وخطيرة
ويتوقع خبراء المناخ ان يكون عام 2025 أكثر برودة قليلاً من عام 2024 لافتين الى أنه إذا حدثت ظاهرة النينا (ارتفاع درجة حرارة المحيط الهادئ الاستوائي بشكل كبير وهوما يؤثر على الرياح والضغط الجوي وهطول الأمطار، وبالتالي الطقس في اجزاء كثيرة من العالم)، فإن هذا لا يعني أن درجات الحرارة ستكون “آمنة” أو “طبيعية” بل “سوف نستمر في مواجهة درجات حرارة مرتفعة، مما يؤدي إلى موجات حر خطيرة، وجفاف، وحرائق غابات، وأعاصير مدارية”.