«كارير».. الرجل الذي أنقذنا من حرّ الصيف
يُعتبر ويليس هافيلاند كارير (1876–1950)، المهندس الأمريكي الشهير، هو الذي اخترع أول نظام تكييف هواء حديث قابل للتطبيق العملي في عام 1902، عندما ابتكر حلاً لمشكلة الرطوبة في مصنع طباعة ببروكلين، نيويورك، اعتمد على تمرير الهواء فوق ملفات مبردة باستخدام سائل تبريد، بهدف تثبيت الرطوبة ودرجة الحرارة داخل المصنع.

صورة لمصنع Sackett & Wilhelms في بروكلين عام 1902، حيث تم تركيب أول مكيف للسيطرة على الرطوبة.
تمت براءة اختراع تصميمه في عام 1906، وأسّس في عام 1915 شركة Carrier المتخصصة في أنظمة التدفئة والتهوية والتكييف (HVAC)، وهي اليوم واحدة من أبرز الشركات في هذا المجال على مستوى العالم.
بعد عام 1902، بدأ استخدام نظامه في أماكن مختلفة، مثل قاعات الطباعة ومسارح نيويورك. ومن أبرز تطبيقاته، تبريد أرضية بورصة نيويورك في عام 1903، لتكون أول موضع يُستخدم فيه الهواء المبرد لتوفير الراحة البشرية وليس فقط للمحافظة على الآلات أو المواد المطبوعة.

شهدت الصناعة تطورًا سريعًا خلال عشرينيات وثلاثينيات القرن العشرين، حيث طُوّر نظام مبرد بالطرد المركزي (chiller) عام 1925، وسرعان ما ظهرت أول مكيفات النوافذ المنزلية في ثلاثينيات القرن الماضي، لتصبح هذه التقنية متاحة للمنازل والمكاتب الصغيرة بميزانيات معقولة نسبيًا.
مع مرور الزمن، أصبحت أجهزة التكييف جزءًا لا يتجزأ من الحياة اليومية في العديد من دول العالم، وخاصة في المناطق الحارة والرطبة، حيث ساعدت في تحسين الإنتاجية والرفاهية، ومع ذلك، كشفت دراسات بيئية لاحقة عن أثرها في استهلاك الطاقة وتزايد الانبعاثات الحرارية، ما أثار نقاشات حول تحقيق التوازن بينها وبين الاستدامة المناخية.
وقد اشتهر كارير بأنه “أب التكييف الحديث”، إذ مهد اختراعه الطريق لتغيير أنماط الحياة، والهندسة المعمارية، والعمران في القرن العشرين وأدوارها الإنسانية والصناعية.