أخبارتكنولوجيا

حين يزاحم الذكاء الاصطناعي الإنسان على لقمة العيش

لم يعد الذكاء الاصطناعي (AI) مجرّد تقنية مستقبلية أو رفاهية رقمية، بل أصبح اليوم عنصرًا فاعلًا في تغيير شكل سوق العمل عالميًا. من خطوط الإنتاج في المصانع، إلى مكاتب المحاماة، مرورًا بقطاع التعليم، التسويق، والصحة، يتغلغل الذكاء الاصطناعي في مختلف الميادين، فارضًا نفسه بقوة ومرونة، ومرسّخًا معادلة جديدة: إمّا التأقلم، أو التهميش.

وتشير الدراسات إلى أن ملايين الوظائف الروتينية والمعتمدة على التكرار مهددة بالزوال خلال السنوات القليلة القادمة، بسبب الاعتماد على تقنيات التعلم الآلي، لكن بالمقابل، تظهر وظائف جديدة في مجالات تحليل البيانات، تطوير الخوارزميات، الإشراف على الأنظمة الذكية، وتصميم واجهات تفاعلية تحاكي سلوك المستخدم البشري.

وقد يرى البعض أن الذكاء الاصطناعي يمثل تهديدًا لمصادر الرزق، لكنه في الواقع يمثل فرصة ضخمة لإعادة توجيه الكفاءات وتطوير المهارات فالوظائف التي تعتمد على الإبداع، التفكير النقدي، والتواصل البشري ما تزال في مأمن، بل ويزداد الطلب عليها، شرط أن تتواكب مع أدوات العصر.

التغيير قادم لا محالة، ومسؤولية مواكبته لا تقع فقط على عاتق الأفراد بل على الحكومات والمؤسسات التعليمية أن تستثمر في التكوين وإعادة التأهيل المهني، وأن تدمج مفاهيم الذكاء الاصطناعي في المناهج الدراسية منذ المراحل الأولى كما يجب على الشركات أن تدرب موظفيها بدل تعويضهم بآلات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *