تونس تعزز مكانتها كثالث أكبر منتج عالمي لزيت الزيتون بعد إسبانيا وتركيا
شهد موسم 2024/2025 زيادة ملحوظة في الإنتاج العالمي لزيت الزيتون، حيث بلغ الإجمالي 3.376مليون طن، مسجّلًا ارتفاعًا بحوالي 37% مقارنة بموسم 2023/2024. ويعود هذا النمو بشكل رئيسي إلى الزيادة في الإنتاج لدى الدول المنتجة الكبرى، وعلى رأسها إسبانيا التي سجلت زيادة بنسبة 51% ليصل إنتاجها إلى 1.2 مليون طن، مما يعكس التحسن في ظروف الإنتاج والزراعة الموسمية وفق ورقة تحليلية جديدة بعنوان “تقييم أداء السياحة وزيت الزيتون في 2025 وآفاق 2026.. نحو تجنّب إهدار الفرص” نشرها المعهد العربي لرؤساء المؤسسات.

وعلى المستوى الوطني، تألقت تونس بإنتاج قياسي من زيت الزيتون بلغ 340 ألف طن خلال موسم 2024/2025، أي بزيادة تقارب 55% مقارنة بالموسم السابق. ويعزز هذا الإنجاز مكانة تونس كأحد اللاعبين الرئيسيين في السوق العالمية، حيث أصبحت ثالث أكبر منتج عالمي بعد إسبانيا وتركيا، مساهمة بحوالي 10% من الإنتاج العالمي، وفقًا لتقرير المجلس الدولي للزيتون.

ويرجع هذا النجاح إلى اعتماد ممارسات زراعية متطورة، وزيادة المساحات المزروعة بأشجار الزيتون، إضافة إلى الجهود المبذولة في تحسين جودة الزيت وتعزيز سلسلة التوريد.
ويعكس هذا النمو قدرة تونس على المنافسة عالميًا، ودعم صادراتها، وتعزيز الاقتصاد الوطني من خلال قطاع الزيتون، الذي يعد أحد القطاعات الزراعية الاستراتيجية.
ويأتي هذا الارتفاع في الإنتاج ليؤكد أهمية الاستثمار في التقنيات الزراعية الحديثة، والري الذكي، والممارسات المستدامة، لضمان استمرار النمو في الإنتاج وتحقيق استدامة الموارد الطبيعية، إلى جانب تعزيز مكانة تونس على خارطة صناعة زيت الزيتون عالميًا.
كما يمثل موسم 2024/2025 مؤشرًا إيجابيًا للدول المنتجة الأخرى، حيث يسهم هذا الارتفاع في تلبية الطلب العالمي المتزايد على زيت الزيتون، وتعزيز استقرار الأسواق الدولية، ودعم التصدير وتحقيق الأرباح للمزارعين والمستثمرين في هذا القطاع الحيوي.
وفي ظل هذه النتائج، يبقى التحدي المقبل هو ضمان استدامة الإنتاج وتحسين جودة الزيت، ومواصلة الابتكار الزراعي والتسويقي، بما يسهم في تعزيز مكانة زيت الزيتون التونسي بين أفضل المنتجات العالمية.