أخبار

بطل تحدي القراءة “آدم القاسمي” يلقي خطابا في الدورة 36 لأيام المؤسسة !

انطلقت اليوم الجمعة 8 ديسمبر فعاليات الدورة 36 لأيام المؤسسة، وقد تميزت بحضور شخصيات بارزة وأطراف رفيعة المستوى.

وقد تم توجيه دعوة للطفل آدم القاسمي الذي فاز بالمركز التاني في المسابقة العالمية لتحدي القراءة، حيث ألقى آدم خطابا مشرفا جاء في كلماته:

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على اشرف المرسلين اما بعد :

فمعكم آدم القاسمي بطل الجمهورية التونسية وممثلا لها في مبادرة تحدي القراءة العربي التي اطلقها سمو الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم في دبي واليوم انا الحائز على المركز الثاني عالميا في هذه المبادره من بين اكثر من 22 مليون طالب وطالبة في كافة انحاء العالم .

انه لمن دواعي سروري الحضور هنا في هذا المؤتمر الراقي. كما يشرفني ايضا ان اكون عنصرا فعالا بين حضرتكم من اجل التغيير نحو الافضل لحاضرنا و لمستقبلنا.

الوطن، الوطن كلمة صغيرة لكنها تحمل الكثير من المعاني العظيمة فهي كلمه فخر واعتزاز وهي الهوية التي نحملها نحن الشباب ونحن مرفوعي الرأس ولا يشعر بها الا كل انسان محب ومخلص لوطنه.

فوطننا قطعة من وجداننا وهي الروح التي تمنحنا الامانة والطمانينة فهو الذي يمثل لنا الهوية التي لا يمكن ان نتخلى عنها ابدا وهو الارض التي ننتمي اليها فليس اعذب من ارض الوطن اذ اننا حقا لا نقوى على الابتعاد عنها. وكيف نبتعد عنها وهي الحضن الدافئ والملجأ الذي لن نشعر بالسكينة الا فيه؟

فحبنا للوطن كشباب تونسيين مقرون بالافعال ويظهر قولا وفعلا فواجبنا تجاهه ان نقدم له الانجازات العظيمة بكل ما أوتينا من علم و من قوة في سبيل تطوره والارتقاء به وتحقيق نهضته في كافة المجالات (الاقتصاديه٫ العلميه٫ وحتى الثقافية)

فبنا نحن الشباب يزدهر الوطن فنحن نمثل عماده و عماد الامة ونحن من يساهمون في نجاحه ورفع رايته عالية خفاقة بين اعلام الدول كما اننا صناع القرارات والايادي العاملة اللازمة لبناءه وانعاشه وتحريك عجلة الاقتصاد فيه ونحن محرك المشاريع التعاونية والتطوعية يضاف الى ذلك اننا بوصلة الثقافه والتغذيه الفكريه… إننا الدم الذي يجري في عروق تونس فنحركها لتنهض بين الأمم و البلدان

فبالشباب تتباهى الأوطان والسلط في محافل العلم وساحات التطور والابتكار …

لذلك وجب على الجميع اليوم ان يؤمنوا ايمانا جزميا بأن الشباب هم براعم الربيع لشجرة المجتمع، هم كالبذور المخفية في الزهور والنوى التي تحملها الثمار، وإن الحياة المشرقة والمزدهرة سوف تولد من هذه البذور والنوى، الشباب يعني المستقبل، ومستقبل أي أمة بدونهم يعتبر منعدماً،وعلى إثره يجب ضمان وجود شباب أقوياء من كل الجوانب. شباب ذي أخلاق نبيلة، وقلوب شجاعة، وعقول واعية ومشرقة. يقول الراوي المعروف جورج دونالد: “تنتهي وظيفتنا في الحياة عندما نتوقف عن فهم الشباب”. أي أن الشباب هو المجهول الذي يجب معرفته، وكلمة السر لباب المستقبل التي يجب إيجادها ولتسخير قوة الشباب في ما ينفع البلاد والعباد في كافه المجالات علينا اليوم الاعتناء بالشكل الكافي بهم وعلينا ان نعمل حقا على بناء جيل واع ـ متكون ـ مثقف وذلك من خلال التربية والتعليم فهما العنصران الأكثر أهمية في تنمية الشباب المثالي، وإذا لم تتبن مؤسسات التعليم منهج الإرشاد إلى القيم الأخلاقية والشعور بالأمة الواحدة فسيكون الشباب الناشىء في هذه الصروح التعليمية في عداد المفقودين. فالذي يريد أن يفتح الدائرة الكهربائية لتنوير المجتمع، يجب عليه أن يأخذ مصابيح عقول الشباب ضمن أولوياته، حيث أن تطور المجتمع وازدهاره لا تتحققان إلا بتلك العقول والأفكار الشبابية التي تنتمي إلى ثقافة أمتها وهو اليوم للاسف ما ينقصنا فقط لتحقيق نهضتنا التي ستغير مجرى مستقبلنا وهو فعلا ما ندد به شبابنا التونسي مرات ومرات وان دل هذا على شيء فلن يدل سوى على رقي فكره فهو مستعد وعلى اتم الاستعداد لخدمة وطنه والتظحية من أجله بالغالي و النفيس فقط ان توفرت السبل الكافية لتكوينه وتنشأته. اذن اليوم وجب علينا فعليا النظر في هذه المسأله بجدية وبحزم والشروع فعليا في تطبيق الاصلاحات الجذريه بخصوص التعليم التونسي وتغيير المنظومة التعليمية حتى تتماشى مع عصرنا وتتماشى مع سوق الشغل في المستقبل ولكي لا يضطر شبابنا ذو القدرات و الكفاءات العالية و العقول النيرة و المتميزة الخروج من تونس وعيش حالة من الانبتات والضياع الروحي وفي نفس الوقت كي لا تخسر تونس كل هذه الثروة البشرية التي من شأنها تحقيق النهضة للوطن . يكفي فقط ان تعمل سيادتنا الوطنية على اصدار القرار و تطبيقه اذ انها و بالنسبة لي تُشكل أحد الأركان الجوهرية التي تُبنى عليها الدولة في الفكر السياسي والقانوني باعتبارها تُشكل أحد أهم خصائصها وشروطها الأساسية لذلك فسلطتنا التونسية عليها ان تكون سلطة مطلقة متعلقة بشعبنا و مجتمعنا و شبابنا و سلطة مستقلة اي ان لا يشاركنا فيها احد غيرنا حتى نحقق التقدم و التطور فماذا ننتظر اذن ؟هيا بنا للتغيير نحو الافضل!

لكلّ شيءٍ بداية ونهاية ونحن الآن نصل لنهاية الموضوع الذي صغت فيه أجمل الكلمات، والذي تناول مشكلة وقضية شائعة وهي من أبرز القضايا الهامّة التي تخصّنا كشباب يطمح لما هو افضل. لذلك اقول لكم سادتي لكم سديد النظر في التنفيذ واتخاذ القرار المناسب واننا نرجو منكم ان لا تخيبوا آمال شباب انهكه الانتظار و التسويف ….لذلك فليكن هذا المؤتمر بداية التغيير نحو الافضل ….

نهاية اود ان اختم بأبيات شعر للشاعر التونسي العظيم أبو القاسم الشابي حيث يقول :

سمعناه صوتا كثير العبر

      ينادي الخير خير البشر

يقول لشعب عظيم تسامى تحدى الصعاب و خاض الخطر

…………………

…………………

………………..

شكرا لكم ..

                        والسلام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *