الوطن القبلي بين الإنتاج والحفاظ على الموارد المائية: تحذير من التدهور البيئي (فيديو)
أكد المهندس البيئي حمدي حشاد لموقع L’Echo Tunisien – إيكو تونس أن الوطن القبلي يشكل نموذجًا واضحًا للتحدي بين الإنتاج الزراعي المكثف والحفاظ على البيئة، إذ أدى الاستغلال المفرط للمياه الجوفية لري المحاصيل إلى تدهور التربة وجودة المياه، ما جعل المنطقة تُصنَّف ضمن المناطق الحمراء.
وبيّن حشاد أن السياسات الحالية فشلت في الحد من التدهور البيئي، داعيًا إلى مراجعة شاملة للاستراتيجيات الوطنية واعتماد إجراءات فعالة تجعل الاستدامة محورًا رئيسيًا للتنمية.
كما أشار إلى أن تونس، مثل دول حوض المتوسط الأخرى، تدفع ثمن التغير المناخي والضغوط البشرية غير المنضبطة، ما يستدعي سلوكًا جماعيًا جديدًا قائمًا على المسؤولية والمحاسبة والتخطيط بعيد المدى.
وبيّن أن المجتمع المدني يلعب دورًا جوهريًا في رفع الوعي وحماية الموارد الطبيعية، من خلال حملات ميدانية، برامج تعليمية وتوعوية، ومبادرات لتنظيف الشواطئ، خصوصًا بين الشباب، بينما يُطالب الدولة بالتركيز على حوكمة الموارد المائية، تعزيز الطاقات المتجددة، وتكثيف برامج التوعية البيئية، بما يسهم في الحد من التدهور وتحقيق التنمية المستدامة.
ويبقى مستقبل تونس البيئي مرتبطًا بقدرتها على إيجاد توازن بين التنمية وحماية الطبيعة. وإن تعاون الدولة مع المجتمع المدني، واعتماد خطط استراتيجية طويلة المدى، والاستثمار في الحلول المستدامة، يشكل مفتاحًا لبناء منعة بيئية حقيقية تضمن للأجيال القادمة بيئة صحية واقتصادًا أخضر.