النسخة الخامسة من LAB INNOVA FOR TUNISIA STARTUP 2025: نموذج للتعاون الاستراتيجي من أجل الابتكار التونسي-الإيطالي
تم اليوم الاثنين 16 جوان 2025 بتونس، افتتاح الدورة الخامسة من برنامج LAB INNOVA FOR TUNISIA STARTUP 2025 وذلك في إطار مشروع التكوين في مجال الإدارة LAB INNOVA FOR AFRICA LUCA ATTANASIO.
ويُعدّ هذا البرنامج، الذي تروّج له الوكالة الإيطالية للتجارة الخارجية (ICE) – القسم التجاري لسفارة إيطاليا، بالشراكة مع مكتب تدريب الشركات في روما، تجسيدًا جديدًا لالتزام البلدين بدعم الابتكار وريادة الأعمال.
وبهذه المناسبة قال وزير تكنولوجيات الاتصال السيّد سفيان الهميسي “يشكل برنامج LAB INNOVA FOR TUNISIA STARTUP نموذجًا للتعاون الاستراتيجي والمتوازن بين تونس وإيطاليا حيث يرافق هذا البرنامج الشركات الناشئة التونسية في رفع مستويات كفاءتها، ويعزز نقل التكنولوجيا ويخلق جسورًا ملموسة مع منظومة الابتكار الإيطالية، وتأتي نسخة 2025، التي جاءت تحت شعار الابتكار المسؤول والمستدام، انسجامًا تامًا مع الديناميكية الوطنية لتنمية الاقتصاد الرقمي وتشجيع ريادة الأعمال، أهنئ الشركات الناشئة التي تم اختيارها وأدعوها لتكون سفراء الابتكار التونسي على المستوى المتوسطي والدولي.”



وتندرج هذه المبادرة ضمن مشروع LAB INNOVA FOR AFRICA، وهو برنامج تدريب إداري تم إطلاقه سنة 2019، ويخصّص حسب كل بلد إفريقي إما لقطاع الأغذية الزراعية (Agribusiness) أو للشركات الناشئة في تكنولوجيا المعلومات والاتصال.
وقد شمل البرنامج حتى الآن كلاً من أنغولا، الكاميرون، كوت ديفوار، إثيوبيا، غانا، كينيا، المغرب، موزمبيق، نيجيريا، رواندا، جمهورية الكونغو، السنغال، منطقة الساحل (مالي، بوركينا فاسو، النيجر)، تنزانيا، أوغندا، زامبيا وتونس، ليصل العدد الإجمالي للمؤسسات الإفريقية المستفيدة من التدريب إلى 812 مؤسسة، منها 117 مؤسسة تونسية، باحتساب هذه الدورة الحالية.
وتحظى تونس باهتمام خاص، من خلال خمس دورات مخصصة لـLAB INNOVA FOR TUNISIA STARTUP، بالإضافة إلى النسخة الأولى من LAB INNOVA FOR TUNISIA AGRIBUSINESS 2025، التي تم إطلاقها في شهر فيفري الماضي وما تزال متواصلة إلى اليوم.
اختيار دقيق وقطاعات واعدة
ويعتمد برنامج LAB INNOVA سنويًا على فتح باب الترشحات، وذلك بالتنسيق الوثيق مع وزارة تكنولوجيات الاتصال، ومؤسسة Smart Capital ، والجمعية التونسية للمؤسسات الناشئة، بالإضافة إلى عدد من الأقطاب التكنولوجية الكبرى، على غرار technoparcs El Ghazala (تونس)، Novation City (سوسة)، و Pôle de Compétitivité ببنزرت.
وفي هذه الدورة، تم تقديم حوالي 40 ملف ترشح، وتم اختيار 20 مؤسسة ناشئة من قبل لجنة تضم ممثلين عن المؤسسات الشريكة.
القطاعات المستهدفة لهذه السنة تشمل:
التكنولوجيا الزراعية (AgriTech)، البيانات الضخمة (Big Data)، (Blockchain)، الأمن السيبراني، الطاقة، التكنولوجيا المالية (Fintech)، التكنولوجيا الخضراء (GreenTech)، الذكاء الاصطناعي، تكنولوجيا المعلومات والاتصال، إنترنت الأشياء، التكنولوجيا الطبية (Medtech)، التنقّل، إلى جانب تطبيقات في النسيج والميكانيك.
ويركّز الموضوع الرئيسي لهذه الدورة على الاستدامة، والتكنولوجيات الخضراء، والنسيج المبتكر.
وقد ورد عدد كبير من الترشحات في مجالات التنقل الذكي، والتكنولوجيا الخضراء، والتكنولوجيا الزراعية، وإدارة المياه، وهو ما يعكس توجه تونس نحو المستقبل واستثمارها في قطاعات واعدة مثل التكنولوجيا الحيوية (Biotech)، والتكنولوجيا العميقة (Deeptech)، والتكنولوجيا النظيفة (Cleantech).
مرافقة هيكلية وانفتاح على المستوى الدولي
تستفيد المؤسسات المختارة من برنامج تكوين إداري منظم يتضمن ثلاث مراحل: مرحلة دروس حضورية، تكوين عن بُعدثم رحلة دراسية إلى إيطاليا.
تُنظَّم هذه الرحلة بمناسبة فعالية ECOMONDO في مدينة ريميني، والتي تُعدّ مرجعا في مجال الاقتصاد الأخضر والدائري. وتمكّن هذه التظاهرة المشاركين من عقد لقاءات مؤسسية ومهنية مع نظرائهم الإيطاليين، بما يُعزّز فرص الانفتاح على الأسواق الدولية ويُسهِم في خلق شراكات وفرص تجارية جديدة.
وتشمل وحدات التكوين مواضيع متعددة، من بينها:
• التواصل والعروض التقديمية
• خطة التسويق
• التسويق الدولي والرقمي



شراكة استراتيجية من أجل التحول الرقمي
خلال حفل الافتتاح، شدّد سعادة سفير إيطاليا، السيّد ليساندرو بروناس، على أهمية التعاون الثنائي، قائلا: “مع أكثر من 1400 مؤسسة ناشئة نشطة، تمتلك تونس منظومة ريادة أعمال ديناميكية تتّسم بروح ابتكارية قوية وقد شكّل توقيع الإعلان المشترك بين إيطاليا وتونس في ماي 2024، بهدف تعزيز المبادرات المشتركة في مجالات التعاون الاقتصادي والصناعي، ولا سيما في ميدان الذكاء الاصطناعي والبحث في التحول الرقمي، فتح آفاق جديدة أمام تعاوننا الثنائي، وفي هذا السياق، تم في جانفي 2025 افتتاح منطقة تيرنا للابتكار (Terna Innovation Zone)، وهي منصة أنشأتها شركة Terna Spa مخصصة لبرامج الابتكار والتسريع، مما يُتيح للمؤسسات الناشئة التونسية الوصول إلى موارد جديدة، واكتساب مهارات إضافية، والاستفادة من فرص نمو واعدة.”



تتقاسم إيطاليا، التي تمتلك خبرة واسعة بفضل وجود 12 500 مؤسسة ناشئة مسجّلة في السجل الوطني سنة 2024، تجربتها مع تونس في مجالات متعدّدة، مثل: الحوافز الجبائية، آليات التمويل، خدمات التدويل، ودعم الشركات بالخارج.، ومن جهتها، تعتمد تونس على إطار قانوني وتنظيمي مشجّع، يتمثّل في قانون المؤسسات الناشئة والخطة الاستراتيجية الوطنية “تونس الرقمية 2021-2025″، لدعم المؤسسات الناشئة، وتشجيع المواهب الشابة، وجعل البلاد قطبًا للابتكار في إفريقيا.”
التكوين، رافعة للنمو والانفتاح
أكّدت مديرة مكتب وكالة الإيطالية للتجارة الخارجية (ICE) تونس، السيدة فرانسيسكا تانغو، قائلةً: “ أصبح التكوين يلعب دورًا استراتيجيًا متزايد الأهمية في المسار المهني لكلٍّ منّا، ويهدف برنامج التكوين الذي تقدّمه وكالة ICE إلى مرافقة المديرين التونسيين في مرحلة تطوير مشاريعهم (scale-up)، وذلك من خلال دعم أنشطتهم في مجال الاتصال بمشاريعهم الابتكارية، مثل: العروض التقديمية ، التسويق الرقمي، تحليل البيانات، وسائل التواصل الاجتماعي، وحماية وتثمين الملكية الفكرية.”


وأضافت السيدة فرانسيسكا تانغو:” كلّ ذلك بهدف تمكينهم من توسيع وتحسين شبكة علاقاتهم المهنية والانفتاح على أسواق وفرص جديدة، حيث أظهر استطلاع أُجري بين المشاركين السابقين أن 87% من الشركات تتعاون اليوم مع شركاء أجانب، خاصة في إيطاليا، بالإضافة إلى دول أخرى مثل فرنسا، ألمانيا، إسبانيا، البرتغال، الإمارات العربية المتحدة، السعودية، وقط وشدّد الجميع على أهمية التواصل الفعّال لمشروعهم والاندماج في شبكة ديناميكية وعالمية وتميزت هذه الدورة أيضًا بتنوّع المشاريع المقدمة، خصوصًا في مجالات: التنقل الذكي، التقنيات المستدامة لإدارة المياه، النسيج المبتكر والصديق للبيئة، وتطبيقات الذكاء الاصطناعي.”