الفوسفوجيبسوم… السمّ الذي يهدّد البيئة
يشكل الفوسفوجيبسوم (Phosphogypsum) واحدًا من أبرز التحديات البيئية في مناطق إنتاج الفوسفات حول العالم، بما في ذلك تونس، خاصة في مدينة قابس التي تعاني من تراكم هذه المخلفات الصناعية منذ عقود.
ما هو الفوسفوجيبسوم؟
الفوسفوجيبسوم هو مخلفات ناتجة عن معالجة الفوسفات لإنتاج حمض الفوسفوريك، الذي يستخدم بشكل رئيسي في صناعة الأسمدة الفوسفاطية ويتكون أساسًا من كبريتات الكالسيوم، لكنه يحتوي أحيانًا على معادن ثقيلة ومواد مشعة منخفضة النشاط مثل اليورانيوم والثوريوم، بحسب نوع خام الفوسفات المستخدم.
كيفية إنتاجه
أثناء معالجة الفوسفات لاستخراج حمض الفوسفوريك، يتم فصل الفوسفور عن الكبريتات، وينتج كمية كبيرة من الفوسفوجيبسوم، على سبيل المثال، لكل طن واحد من حمض الفوسفوريك، يتم إنتاج حوالي 4–5 أطنان من هذه المخلفات، التي تُخزن عادة في أكوام ضخمة أو بحيرات صناعية.
المخاطر البيئية والصحية
يُعتبر الفوسفوجيبسوم من أبرز المخلفات الصناعية الناتجة عن معالجة الفوسفات، ويشكل تهديدًا خطيرًا للبيئة والصحة العامة بسبب تراكمه في الهواء والمياه والتربة، إذ يحتوي الغبار الناتج عنه على مواد كيميائية قد تسبب أمراضًا تنفسية وسرطانية، كما تؤدي التسربات إلى تلوث المياه الجوفية والسطحية، بينما تؤثر المعادن الثقيلة والمواد المشعة على جودة التربة.
وعلى الرغم من إمكانية استخدامه بعد المعالجة في البناء وصناعة الأسمنت أو تحسين التربة الزراعية، فإن أغلب المخلفات تُخزن بشكل آمن نظرًا لخطورتها. وللحد من أضرار الفوسفوجيبسوم، يجب تخزين المخلفات بعيدًا عن المناطق السكنية، وتطوير تقنيات لإعادة التدوير والاستخدام الآمن، ومراقبة جودة الهواء والمياه والتربة باستمرار، مع إشراك المجتمع المدني والهيئات البيئية في اتخاذ القرارات.
ويظل إدارة هذه المخلفات بشكل آمن ومتوازن بين التنمية الاقتصادية وحماية البيئة ضرورة عاجلة لضمان صحة الإنسان وسلامة البيئة للأجيال القادمة.

