ثقافة و فن

الدورة 58 لمهرجان قرطاج الدولي :نجاح جماهيري وتنظيمي باهر وعروض متميّزة

استمتع جمهور الدورة 58 لمهرجان قرطاج الدولي 2024 بثمانية عشر عرضا فنيا، من 11 بلدا هي تونس والمغرب ومصر وسوريا ولبنان والعراق والسينغال وفرنسا وإسبانيا والصين وجامايكا

وتضمنت البرمجة عروضا من أنماط موسيقية متنوعة تجمع بين الموسيقى التونسية الأصيلة والموسيقى الشرقية الإيقاعية و”الريغي” و”الفلامنكو” إلى جانب الإيقاعات الإفريقية الشعبية كما تضّم برمجة هذه الدورة أيضا عرضا في فن السيرك موجهة للأطفال.
عروض تونسية أثثت الدورة 58 وأطربت الجماهير
كان الفن التونسي والعروض التونسية حاضرة في 7 سهرات، لكل من الفنان الكبير لطفي بوشناق الذي أحيى حفل الافتتاح حيث كانت السهرة ممتعة بشهادة الجماهير الغفيرة التي حضرت في سهرة تكريمية احتفاء بمسيرته الفنية التي ناهزت 50 عاما.

ولأول مرة على مسرح مهرجان قرطاج الأثري عرض أوبرالي باللهجة التونسية بعنوان “كارمن” لمسرح أوبرا تونس ، حيث كان لجمهور مهرجان قرطاج الدولي موعدا مع عرض أوبرا ‘كارمن’ في نسخته التونسية.
السهرة التونسية الثالثة من برمجة الدورة 58 لمهرجان قرطاج الدولي كانت من نصيب الفنان زياد غرسة في سهرة الخميس 25 جويلية، ولم يفوت جمهور مهرجان قرطاج الدولي حضور سهرة فنان بدأ مسيرة فنية تونسية بامتياز وواصل طيلة سنوات طويلة تقديم الإنتاج التونسي وكان خير وريث للمالوف والموشحات التونسية بعد رحيل والده الفنان القدير الطاهر غرسة.

وبقيادة المايسرو كمال العباسي انطلقت سهرة الفنان زياد غرسة أمام جمهور يعلم مسبقا بأنه سيستمتع خلال هذه السهرة بأجمل الموشحات والأغاني التي اختارها زياد في هذا العرض الذي تواصل لأكثر من ساعتين، واختار أن تكون بداية السهرة ببشرف سماعي في طبع الاصبعين ثم موشح “قد بشرت بقدومكم ريح الصبا” و “ يا بدر التمام” وغيرها من الموشحات الأخرى التي تفاعل معها الجمهور بالتصفيق .

وقدّمت الفنانة التونسية وجيهة الجندوبي في سهرة الأربعاء 31 جويلية بالمسرح الأثري بقرطاج، النسخة الجديدة من المسرحية الكوميدية BIG BOSSA .

وغصت مدارج المسرح الأثري بقرطاج ليلة أمس بجماهير غفيرة قدِمت لمتابعة مسرحية ” Big Bossa” لوجيهة الجندوبي .

ومن العروض التونسية الأخرى التي تم إدراجها خلال هذه الدورة “أنغام في الذاكرة 3” وهي سهرة باتت ركنا قارا في المهرجان على مدى دوراته الثلاث الأخيرة.
عودة فنانين غابوا لسنوات عن مسرح قرطاج


أصالة نصري
سجّلت هذه الدورة عودة الفنانة السورية أصالة نصري لاعتلاء ركح المسرح الروماني بقرطاج بعد غياب ناهز 30 عاما.
وأحيت النجمة السورية أصالة نصري آخر سهرات مهرجان قرطاج الدولي في دورته 58 وسط حضور جماهيري كبير، فغنت وأقنعت وأمتعت جمهورها الذي حضر بالآلاف وانتظرها لساعات طويلة رغم تقلب الأجواء ونزول الأمطار على خشبة المدرج الأثري بقرطاج.

وغنت أصالة على مدى 3 ساعات باقة متنوعة من أغانيها القديمة والجديدة الرومنسية والإيقاعية ومنها سامحتك كتير، ويا مجنون، وآسفة، وإنسان، وأكتر من اللي أنا بحلم بيه، ولو ما رجعتش، وقد الحروف وخانات الذكريات، كما حرصت على إهداء أغنية “فلسطين عربية” للشعب الفلسطيني وإهداء أغنية تونسية جديدة “يا زينة الدنيا يا تونس الخضراء” من كلمات الشاعر التونسي خالد الوغلاني للجمهور التونسي.


كاظم الساهر

كما صافح جمهور المهرجان الفنان العراقي كاظم الساهر الملقب ب ـ”القيصر” الذي عاد بعد 6 سنوات على آخر حفل له بقرطاج وأحيى سهرة وصفت بأنها من أجمل سهرات قرطاج أمام الجمهور الذي أحبه وسانده منذ بداياته.

وقدم الفنان العراقي باقة من أغانيه القديمة والجديدة من بينها “الحب المستحيل” و”بيانو” و”الليل” و”الشباك” و”يوم ميلادي” و”مررت بصدري” و”هل عندك شك” و”سيدة عمري الفاضلة” و”كلك على بعضك حلو”.

وغنى كاظم الساهر طيلة ساعتين على مسرح قرطاج الروماني أمام جمهور من أجيال مختلفة حجزوا أماكنهم منذ إعلان مهرجان قرطاج عن موعد الحفل وجاؤوا بالآلاف للقاء القيصر الذي قالوا عنه إنه لم يتغير في اجتهاده واحترامه لجمهوره طيلة مسيرة 40 عاما.


وائل كفوري
أحيا النجم اللبناني وائل كفوري أول سهرة عربية في مهرجان قرطاج الدولي وثاني سهرات الدورة 58 للمهرجان بعد عرض الافتتاح بباقة من أغانيه الجديدة والقديمة.

وعاد وائل كفوري إلى مسرح قرطاج بعد غياب 9 سنوات ليغني أمام 8 آلاف شخص جاؤوا للاستماع إلى “ما وعدتك بنجوم الليل” و”البنت القوية” و”مارجعت” و”بحبك أنا كتير” و”لو حبنا غلطة” و”خلص أخدت القرار” و”بحبك أنا كثير” و”حلو الحب” وغيرها من أغانيه التي رددها معه الجمهور طيلة ساعتين بتفاعل كبير رغم ارتفاع درجات الحرارة.

وغازل وائل كفوري، الذي اعتذر عن تقديم التصريحات الصحفية، جمهور قرطاج بكلمات تونسية في مستهل حفله قائلا “توحشتكم برشة.. وينكم.. لاباس.. شكرا من الأعماق لحضوركم ودعمكم المستمر حضوركم هو روح المهرجان وإن شاالله بتظل تونس منارة للفن والإبداع”.

وكان لجمهور الدورة كذلك موعد مع الفنان حمزة نمرة الذي تألق على مسرح مهرجان قرطاج الدولي حيث قدّم عرضًا موسيقيًا مزج بين الأصالة والمعاصرة .

وقدم “نمرة” مجموعة من أشهر أغنياته مثل: “داري” و”قمر الغربة” و”هدي يا بحر” و”غروب” و”لعله خير”، وغيرها من الأغاني.

ولاقت أغنيته “فاضي شوية” تفاعلًا كبيرًا من الجمهورالذي شارك في غنائها معه.

أما بقية العروض فكانت مع الفنان المغربي أمين بودشار إضافة إلى عرضين للسيرك على الجليد من فرنسا وعرض للفنان السينغالي يوسو ندور وآخر لموسيقى الفالامنكو أحيته الفنانة الاسبانية “سارا باراس”.

نجاح تنظيمي باهر وفريق متميّز

نجاح هذه النسخة هو أيضًا ثمرة العمل الجاد والتنسيق من فريق تنظيم المهرجان الذي يتكون من محترفين شغوفين، وقد تمكنوا من مواجهة التحديات اللوجستية والتقنية لتقديم تجربة لا تُنسى للجمهور من اختيار الفنانين إلى إدارة العروض وتنظيمها حيث ساهم كل عضو في الفريق في نجاح هذا الحدث الثقافي البارز.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *