التونسي يستهلك 170 كلغ من القمح ومشتقاته سنويّا
في وقت تكثف فيه الدولة جهودها للنهوض بمنظومة الحبوب وضمان أمن غذائي مستدام، يطرح النمط الغذائي السائد لدى التونسيين إشكاليات جدّية، خاصة فيما يتعلق بالاستهلاك المرتفع لمشتقات القمح، والذي يُعد من بين الأعلى عالميًا.
ووفق تقرير لوكالة تونس إفريقيا للأنباء، يبلغ معدل استهلاك الفرد التونسي من مشتقات القمح نحو 170 كلغ سنويًا، أي أكثر من ضعف المعدل العالمي الذي لا يتجاوز 70 كلغ. هذا الفارق الكبير يكشف عن اختلال واضح في العادات الغذائية، ويضع تحديات إضافية أمام الدولة في إدارة مواردها من الحبوب، لا سيما في ظل الأزمات المناخية والضغوط الاقتصادية المتزايدة.
ويُحذر خبراء في التغذية والاقتصاد الفلاحي من أن هذا الاستهلاك المكثف يُعمّق التبعية للأسواق الخارجية، ويُثقل كاهل الميزانية المخصصة لتوريد الحبوب، ما قد يُعيق فرص الوصول إلى الاكتفاء الذاتي، رغم التحسّن النسبي المسجّل في محصول هذا الموسم.
في هذا السياق، تدعو الجهات المختصة إلى إعادة النظر في السياسات الغذائية من خلال إطلاق حملات توعوية تحفّز على تنويع النظام الغذائي، وتشجيع استهلاك البدائل المحلية مثل القطاني والحبوب الأخرى، إلى جانب إدراج التثقيف الغذائي المبكر ضمن المناهج التعليمية.
ويؤكد المهنيون أن ترشيد الاستهلاك لا يقل أهمية عن تحسين الإنتاج، بل يُعدّ ركيزة أساسية لأي استراتيجية وطنية تهدف إلى تقليص التبعية الغذائية، وتعزيز قدرة البلاد على مجابهة الأزمات مستقبلاً.