إجهاد العين الرقمي وشيخوخة البصر: تحديات العصر الرقمي
أصبح الاستخدام المطوّل للأجهزة الرقمية جزءًا أساسيًا من حياتنا اليومية، سواء للعمل، الدراسة أو الترفيه. هذا التغيّر في نمط العيش جعل العين البشرية تواجه تحديًا جديدًا يعرف بـ إجهاد العين الرقمي، وهو أحد العوامل التي قد تساهم في تسريع شيخوخة البصر إذا لم يتم التعامل معه بشكل سليم.
ما هو إجهاد العين الرقمي؟
إجهاد العين الرقمي أو Digital Eye Strain هو مجموعة من الأعراض التي تظهر بعد التعرض المفرط للشاشات لفترات طويلة. من أبرز هذه الأعراض:
جفاف العين والشعور بالحرقة.
صعوبة التركيز وتشوش الرؤية.
صداع متكرر وآلام في الرقبة والكتفين.
حساسية متزايدة تجاه الإضاءة.
وتُظهر الدراسات أن الأشخاص الذين يقضون أكثر من 6 ساعات يوميًا أمام الشاشات أكثر عرضة لهذه الأعراض.
العلاقة بين إجهاد العين وشيخوخة البصر
مع التقدم في العمر، تتراجع مرونة عدسة العين وتضعف الخلايا المسؤولة عن الرؤية الدقيقة. لكن الاعتماد المفرط على الشاشات يسرّع من هذه العملية من خلال:
التعرض المستمر للضوء الأزرق المنبعث من الأجهزة الإلكترونية، والذي يضر بالشبكية على المدى الطويل.
إجهاد العضلات البصرية نتيجة التركيز المستمر على مسافات قريبة.
زيادة خطر الإصابة بأمراض العيون المرتبطة بالعمر مثل التنكس البقعي والمياه البيضاء.
بذلك، فإن إجهاد العين الرقمي لا يقتصر على أعراض وقتية، بل قد يكون سببًا في تسريع مظاهر شيخوخة البصر.
سبل الوقاية والحماية
رغم صعوبة الابتعاد عن الشاشات في زمننا الحالي، يمكن اتباع جملة من الإجراءات لحماية العينين:
قاعدة 20-20-20: كل 20 دقيقة، ننظر إلى جسم يبعد 20 قدمًا (حوالي 6 أمتار) لمدة 20 ثانية.
تعديل إضاءة الشاشة بحيث تكون مريحة وغير ساطعة أكثر من اللازم.
استخدام نظارات واقية من الضوء الأزرق خاصة أثناء العمل الليلي.
ترطيب العينين باستخدام الدموع الاصطناعية أو شرب كميات كافية من الماء.
أخذ فترات راحة كافية من العمل على الشاشات والحرص على النوم المنتظم.
إجراء فحوصات دورية عند طبيب العيون خاصة بعد سن الأربعين.
إجهاد العين الرقمي لم يعد مشكلة عرضية مرتبطة بالاستخدام المفرط للشاشات، بل تحول إلى أحد العوامل الرئيسية المساهمة في تسريع شيخوخة العين. والوعي بأساليب الحماية واتباع عادات صحية بصرية أصبح ضرورة ملحة للحفاظ على نظر سليم وحياة بصرية أفضل في المستقبل.