الحق في الماء بين التحديات والفرص… تونس في مواجهة العدالة المناخية
تشهد تونس، كما هو الحال في العديد من دول المنطقة، تحديات متزايدة جراء تغير المناخ، مما يؤثر بشكل ملحوظ على الموارد المائية. في منطقة جبل طريف بمعتمدية قرمبالية في ولاية نابل، تبدو الفروق في النفاذ إلى الماء واضحة، مع صعوبات يومية تواجه السكان، في مقابل مناطق أخرى تتمتع بموارد وبنية تحتية أكثر تطورًا.
تباينات جغرافية ملحوظة
رغم أن ولاية نابل معروفة بزراعة الحمضيات والزيتون، إلا أن المناطق الجبلية مثل جبل طريف تواجه هشاشة في مواجهة الجفاف. انقطاعات المياه والتقنين المتكرر يشكلان تحديات حقيقية حياتية، ما يبرز أهمية معالجة هذه الفجوات التي تتزايد مع تفاقم التغيرات المناخية. الجدير بالملاحظة أن المناطق التي تستهلك مياهًا أقل وتساهم بشكل أقل في الانبعاثات، تعاني بشدة من تداعيات الأزمة المناخية.
الأبعاد الاجتماعية ودور المرأة
الإشكاليات المتعلقة بالمياه لا تقتصر على الجانب الجغرافي، بل تشمل أيضًا الجوانب الاجتماعية والنوعية. نساء المناطق الريفية، مثل نساء جبل طريف، يتحملن مسؤوليات كبيرة في توفير المياه، الأمر الذي يؤثر على فرصهن في التعليم والعمل والمشاركة المجتمعية. ويبرز هذا الجانب أهمية النظر في الأزمة المناخية من منظور اجتماعي يراعي التوازن والمساواة.
الحاجة إلى تطوير السياسات المائية
يُظهر واقع توزيع الموارد المائية أهمية تعزيز الحوكمة المائية وتطوير استراتيجيات شاملة تضمن توزيعًا عادلاً ومستدامًا للموارد. المبادرات المختلفة مثل مشاريع تحلية مياه البحر يمكن أن تقدم حلولاً خاصة للمناطق الساحلية، لكنها تدفع إلى التفكير في كيفية شمول المناطق الجبلية والريفية ضمن البرامج التنموية لتحقيق تكافؤ الفرص.
جبل طريف نموذج يعكس تحديات أوسع
تجربة جبل طريف تعكس واقعًا أكبر يتعلق بالتغير المناخي وإدارة الموارد في تونس، حيث تتداخل العوامل الطبيعية مع الجوانب الاقتصادية والتنموية. مواجهة تحديات المياه تتطلب رؤية شاملة توازن بين المتطلبات البيئية والاجتماعية، وتدعم مشاركة السكان المحليين في صياغة الحلول.
نحو عدالة مناخية مستدامة
تعزيز العدالة المناخية في تونس يشكل فرصة لتعزيز حق الجميع في النفاذ إلى الماء وضمان حياة كريمة. تحقيق ذلك يستدعي تعاون جميع الأطراف من مؤسسات ومجتمعات محلية للعمل معًا على وضع سياسات متكاملة تراعي الاحتياجات المختلفة وتراعي الخصوصيات الجغرافية والاجتماعية، لضمان مستقبل مستدام يعكس قيم التضامن والمساواة.
اميمة بالحاج، طالبة في معهد الصحافة وعلوم الإخبار بتونس