من بكين إلى تونس: كيف نستلهم مسار التحديث الصيني؟
في ظل تسارع التحولات العالمية، تبرز الصين كنموذج فريد في مسيرتها نحو التحديث، ليس فقط من خلال نموها الاقتصادي وتقدّمها التكنولوجي، بل من خلال نهجها الخاص المعروف بـ» التحديث الصيني النمط « ،هذا النهج يعكس طريقة مميزة تدمج بين التخطيط الحكومي الدقيق والاقتصاد القوي، مع الحفاظ على استقرار المجتمع والقيم الثقافية، ما يجعل من الصين حالة استثنائية في عالم التنمية والتطور.
التحديث الصيني النمط
هو مفهوم سياسي وتنموي تبنّته الصين بقيادة الحزب الشيوعي الصيني، ويعني تحقيق التحديث والنهضة بطريقة تتماشى مع الخصوصيات الصينية، بدلاً من تقليد النماذج الغربية الجاهزة وهو نموذج للتقدّم يرمي إلى تحقيق النهضة الاقتصادية والتكنولوجية في إطار الخصوصية الصينية، دون التخلي عن النظام السياسي أو القيم الثقافية المحلية.
ويشير التحديث إلى التغيرات العميقة التي حدثت في المجتمع منذ الثورة الصناعية، ويشمل هذا التغيير التحول من المجتمع التقليدي إلى المجتمع الحديث ومن السياسة التقليدية إلى السياسة الحديثة، ومن الاقتصاد التقليدي إلى الاقتصاد الحديث، ومن الحضارة التقليدية إلى الحضارة الحديثة.
ويتغلغل التحديث في جميع المجالات السياسية والثقافية والإيديولوجية للمجتمع، وهناك آراء مختلفة حول التحديث، حيث يرى الاقتصاديون أن التحديث هو استخدام الإنسان للتكنلوجيا للسيطرة على مصادر الموارد الطبيعية لتحسين وزيادة دخل الفرد، في حين يرى علماء الاجتماع التحديث عملية التمايز والاختلاف بين المجتمعات ومستوى النمو ونوعية التغيير.
من خطاب الذكرى المئوية إلى مشروع حضاري: التحديث الصيني في فكر شي جين بينغ
شرح الرئيس الصيني شي جين بينغ التحديث الصيني في مختلف المناسبات، وكان شيأول من قدم مفهوم التحديث الصيني، أو “الطريق الصيني إلى التحديث”، في خطاب ألقاه بمناسبة الذكرى المئوية للحزب في جويلية 2021.
وقال شي في خطابه “مع دعمنا وتطويرنا للاشتراكية ذات الخصائص الصينية ودفعنا التقدم المنسق في المجالات المادية والسياسية والثقافية والأخلاقية والاجتماعية والبيئية، فقد ابتكرنا مسارا صينيا جديدا وفريدا نحو التحديث، وخلقنا نموذجا جديدا للحضارة الإنسانية”.

خطاب الرئيس الصيني شي جين بمناسبة الذكرى المئوية للحزب في جويلية 2021
وقد وضع التقرير الذي قدمه شي إلى المؤتمر الوطني العشرين للحزب الشيوعي الصيني في أكتوبر 2022 تحقيق الهدف المئوي الثاني وتعزيز تجديد شباب الأمة الصينية على جميع الجبهات من خلال المسار الصيني نحو التحديث كمهمة مركزية للحزب.
وقد تم توضيح خمس سمات للتحديث الصيني في نفس التقرير: تحديث عدد كبير من السكان، والازدهار المشترك للجميع، والتقدم المادي والثقافي والأخلاقي، والتناغم بين الإنسانية والطبيعة، والتنمية السلمية.

المؤتمر الوطني العشرون للحزب الشيوعي الصيني- أكتوبر 2022
تتجاوز آثار التحديث الصيني حدود الصين ووفقًا للرئيس شي، يُوسّع هذا النهج قنوات الدول النامية لتحقيق التحديث، ويُقدّم حلًا صينيًا للبشرية في استكشاف نظام اجتماعي أفضل.
من الناحية العملية، اقترح التحديث الصيني النمط حلولًا وخيارات جديدة لتنمية البلدان النامية على صعيد العالم وقد أثبتت الإنجازات العظيمة التي تحققت في التحديث الصيني النمط إمكانية تحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية على أساس الظروف الوطنية الخاصة بها حيث يُمكن للبلدان النامية الأخرى اختيار مسارات التنمية المناسبة استنادًا إلى ظروفها الوطنية الخاصة.
وفي خضم التحديات التي تواجهها الدول النامية، ومنها تونس، تطرح تجربة التحديث الصيني تساؤلات جوهرية حول إمكانيات الاستلهام والتكييف المحلي، خصوصًا في ظل التقارب السياسي والاقتصادي المتزايد بين الصين وتونس، فهل يمكن لتونس، في إطار بيئتها المغاربية، الإفريقية والعربية، أن تستفيد من بعض عناصر النموذج التنموي الصيني لتطوير منظومتها التنموية وتعزيز استقلاليتها في اتخاذ القرارات الاقتصادية والتنموية؟
تتجاوز آثار التحديث الصيني حدود الصين ووفقًا للرئيس شي، يُوسّع هذا النهج قنوات الدول النامية لتحقيق التحديث، ويُقدّم حلًا صينيًا للبشرية في استكشاف نظام اجتماعي أفضل.
من الناحية العملية، اقترح التحديث الصيني النمط حلولًا وخيارات جديدة لتنمية البلدان النامية على صعيد العالم وقد أثبتت الإنجازات العظيمة التي تحققت في التحديث الصيني النمط إمكانية تحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية على أساس الظروف الوطنية الخاصة بها حيث يُمكن للبلدان النامية الأخرى اختيار مسارات التنمية المناسبة استنادًا إلى ظروفها الوطنية الخاصة.
وفي خضم التحديات التي تواجهها الدول النامية، ومنها تونس، تطرح تجربة التحديث الصيني تساؤلات جوهرية حول إمكانيات الاستلهام والتكييف المحلي، خصوصًا في ظل التقارب السياسي والاقتصادي المتزايد بين الصين وتونس، فهل يمكن لتونس، في إطار بيئتها المغاربية، الإفريقية والعربية، أن تستفيد من بعض عناصر النموذج التنموي الصيني لتطوير منظومتها التنموية وتعزيز استقلاليتها في اتخاذ القرارات الاقتصادية والتنموية؟
تواجه تونس تحديات تنموية ضمن محيطها المغاربي، الإفريقي والعربي، مما يبرز أهمية الاستفادة من نماذج ناجحة عالمياً في مجال التنمية الاقتصادية والتقنية ويعد النموذج التنموي الصيني مثالاً بارزاً يمكن لتونس اقتباس بعض عناصره وتكييفها بما يتناسب مع خصوصياتها الإقليمية والثقافية وهناك دروسًا وعناصر محددة من التجربة الصينية يمكن أن تُساهم في تعزيز قدرات تونس التنموية، وتطوير منظومتها الاقتصادية، وزيادة استقلالها في القرارات التقنية والاستراتيجية.
وشهدت العلاقات الاقتصادية بين تونس والصين خلال السنوات الأخيرة تطورًا ملحوظًا، حيث أصبحت الصين شريكًا استراتيجيًا هامًا في إطار خطة التنمية التونسية وتجلت هذه الشراكة من خلال إطلاق عدد من المشاريع الاستثمارية الكبرى التي تعكس اهتمام الجانبين بتعزيز التعاون الاقتصادي والتقني.
وتتوزع المشاريع الصينية في تونس بين قطاعات متعددة مثل البنية التحتية، والطاقة، والصناعة، والتكنولوجيا، إضافة إلى القطاع الصحي مما يساهم في دعم النمو الاقتصادي وتحسين القدرات الإنتاجية المحلية، كما تلعب هذه الاستثمارات دورًا في فتح آفاق جديدة للتبادل التجاري، وتعزيز مكانة تونس كمركز إقليمي للتجارة والاستثمار.
ويركز الجانب الصيني على نقل الخبرات والتكنولوجيا الحديثة، بالإضافة إلى دعم التنمية المستدامة من خلال شراكات طويلة الأمد تعتمد على المصالح المشتركة والرؤية المستقبلية حيث تُعتبر هذه المشاريع فرصة حقيقية لتونس لتعزيز استقلاليتها الاقتصادية والتقنية، وتطوير منظومتها التنموية بما يتلاءم مع التحديات والفرص التي تواجهها.
من منصات البيع إلى مشاريع مستدامة: تونس والصين تبنيان المستقبل معًا
أطلق عدد كبير من الشباب التونسيين مشاريعهم التجارية عبر بيع منتجات من الصين (إلكترونيات، ملابس، أدوات منزلية…) عبر العديد من منصات البيع الالكتروني ثم وسّعوا نشاطهم لاحقًا إلى التمثيل التجاري المباشر لشركات صينية.
- الطاقات المتجددة: تونس والصين يدًا بيد نحو مستقبل مستدام
شهدت العلاقات الاقتصادية بين تونس والصين في السنوات الأخيرة تطورًا لافتًا، خاصة في ظل انضمام تونس إلى مبادرة “الحزام والطريق” التي أطلقتها الصين، وقد ساهم هذا التوجه في فتح آفاق جديدة للتعاون، وظهور شراكات ناجحة بين رجال أعمال تونسيين ونظرائهم الصينيين.
ومع تزايد الاهتمام المتبادل بتعزيز الاستثمارات وتوسيع المبادلات، باتت هذه الشراكات تمثل حجر الأساس لعلاقة اقتصادية متنامية بين البلدين حيث تعاونت شركة تونسية ناشئة في مجال الطاقة الشمسية مع شركة Huawei الصينية المتخصصة أيضا في تصنيع الألواح الشمسية لتركيب محطات طاقة متجددة في تونس، التعاون شمل نقل التكنولوجيا والتدريب الفني للعاملين التونسيين، مما ساعد على تطوير قطاع الطاقة النظيفة في البلاد.
كما وقعت Huawei شراكة استراتيجية مع شركة Soteme التونسية، لدعم مشاريع الطاقة المتجددة والتكنولوجيا الخضراء في تونس وتهدف هذه الشراكة إلى تحسين الأداء الطاقي وتعزيز استخدام الطاقة النظيفة في البلاد.

شركة Green Power Technologie توقع اتفاق شراكة مع شركة Soteme لتوزيع حلول Huawei Fusionsolar في تونس
يذكر أن عدة شركات تونسية ناشئة في مجال الطاقة النظيفة دخلت أيضا في اتفاقيات مع شركات صينية مختصة في الألواح الشمسية وأنظمة الطاقة الذكية، خاصة بعد تحفيز الدولة للطاقات المتجددة.
- شراكة تونسية صينية من أجل مستقبل تكنولوجي ذكي
أقامت شركة Huawei الصينية عدة شراكات استراتيجية مع شركات ومؤسسات تونسية بهدف تعزيز التحول الرقمي ودعم الابتكار التكنولوجي في البلاد، أهمها برنامج SPARK ويهدف البرنامج إلى دعم الشركات الناشئة في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي، الصناعة 4.0، والمدينة الذكية، من خلال توفير موارد سحابية مجانية، تدريب تقني، ودعم متخصص.
ومن خلال برامج مثل “Seeds for the Future” و”Huawei ICT Academy”، قامت شركة Huawei بتدريب أكثر من 1000 موهبة ومتخصص في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات حيث تسعى الشركة إلى تعزيز التحول الرقمي في تونس وخلق فرص عمل في هذا القطاع.

بذور هواوي للمستقبل 2023: فرص جديدة
من جانبها، أقامت شركةTCL الصينية أول حدث إقليمي في تونس في جويلية 2025 حيث أطلقت فيه آخر المنتوجات التكنولوجية الذكية أبرزها الثلاجات، الغسالات، أجهزة التلفاز وغيرها في السوق المغاربية وتعاونت مع عدة شركات تونسية مثل شركة الأثير.

هواوي تكشف عن مستقبل الحياة الذكية خلال إطلاقها الإقليمي في شمال إفريقيا
- فرص جديدة للاستثمار في المواد المعدنية: رخص بحث صينية في الجنوب الغربي التونسي
تحصلت الشركة الصينية Shandong Haiwang Chemical CO في جويلية 2025 على رخصتي بحث عن الأملاح بشط الجريد الشمالي بالجنوب الغربي التونسي وخلال لقاء بين وزيرة الطاقة والوفد الصيني الممثل للشركة، تمّت مناقشة فرص الاستثمار في إنتاج الأملاح والمواد المنجميّة ذات القيمة المضافة.

لقاء بين وزيرة الطاقة والوفد الصيني الممثل للشركة
- الصين تقتنص مصنع جبل الوسط
في أفريل 2025، تم تسليم مصنع الاسمنت بجبل الوسط إلى شركة Sinoma Cement الصينية حيث أكدت الشركة التزامها بمبدأ الاستفادة الجيدة من الموارد لخدمة البناء، والسير على طريق التنمية الخضراء منخفضة الكربون والمستدامة، وتعزيز الابتكار من خلال التكنولوجيا المتقدمة، وتحسين جودة وكفاءة الشركة عبر إدارة محلية، وتقليص استهلاك الطاقة، والسعي لتحقيق تنمية عالية الجودة في إطار مبادرة “الحزام والطريق” والهدف هو جعل المصنع نموذجًا في الرقمنة واحترام البيئة، والمساهمة في تطوير صناعة مواد البناء وفي الاقتصاد المحلي.

حفل تسليم شركة اسمنت جبل الوسط إلى Sinoma Cement في تونس
- BYD في تونس: ريادة السيارات الكهربائية والطاقة المتجددة
سجّلت شركة BYD الصينية، الرائدة عالميًا في مجال السيارات الكهربائية والطاقة المتجددة، حضورًا متناميًا في تونس من خلال مشاريع متنوعة تهدف إلى تعزيز الانتقال الطاقي وتطوير البنية التحتية للسيارات الكهربائية، ففي خطوة لتعزيز وجودها في السوق التونسية، افتتحت BYD عدة معارض جديدة في مناطق مختلفة، بما في ذلك تونس العاصمة وسوسة والحمامات، لتوفير تجربة مباشرة للمستهلكين والتعريف بتقنيات السيارات الكهربائية والهجينة كما أعربت الشركة عن رغبتها في الاستثمار في تونس، خاصة في مجالات الطاقة المتجددة والمركبات الكهربائية خلال لقاء جمع ممثليها في تنس مع وزيرة الصناعة حيث تم مناقشة فرص التعاون في البحث والتطوير، وتصنيع مكونات السيارات، وتخزين الطاقة.

لقاء ممثلي شركة BYD مع وزيرة الصناعة
ونظمت BYD جولات تعريفية في عدة مدن تونسية، بما في ذلك سوسة وصفاقس، بهدف تعزيز الوعي بالسيارات الكهربائية وتقديم معلومات مباشرة للمستهلكين حول فوائد هذه التكنولوجيا وحصلت BYD على جوائز مرموقة في تونس، بما في ذلك لقب “أفضل علامة كهربائية” وجائزة “التميز البيئي”، مما يعكس نجاحها في تقديم حلول تنقل مستدامة وفعّالة.

حصول شركة BYD على جوائز مرموقة في تونس
- ابتكارات OPPO تصل تونس بتعاون استراتيجي مع Bee Tunisie
شركة OPPO الصينية، الرائدة عالميًا في مجال الهواتف الذكية والتكنولوجيا المتقدمة، تُسجّل حضورًا متزايدًا في السوق التونسية من خلال مجموعة من المشاريع والابتكارات التي تهدف إلى تعزيز تجربة المستخدم وتوسيع نطاق خدماتها.
ولتوسيع شبكة توزيعها وتعزيز خدمات ما بعد البيع، دخلت OPPO في شراكة استراتيجية مع شركة Bee Tunisie، المزود المحلي لخدمات الإنترنت والحلول التكنولوجية. تُسهم هذه الشراكة في تحسين الوصول إلى منتجات OPPO وتوفير دعم فني متقدم للمستخدمين في مختلف أنحاء تونس.

إمضاء شراكة استراتيجية بين OPPO وشركة Bee Tunisie
- الاستثمار الصيني في تونس: أرقام متزايدة وطموحات كبيرة
الاستثمار الصيني في تونس حاليًا يصل إلى حوالي 30 مليون دينار موزعة على 21 مشروعًا وهناك طموحً لزيادة هذا الاستثمار في المستقبل، خاصة في قطاع صناعة مكونات السيارات.
ففي بداية عام 2025، ارتفعت صادرات الصين إلى تونس إلى 2.088 مليار دينار والاستثمارات الصينية تتركز في عدة مناطق صناعية في تونس، خصوصًا في مجالات مثل صناعة السيارات والإلكترونيات.
هذه المشاريع تستفيد من الموقع الجغرافي لتونس وعلاقاتها التجارية مع أوروبا وأفريقيا، مما يجعلها نقطة جذب للاستثمارات الصينية في المستقبل.
من جانبها تسعى تونس إلى تعزيز صادراتها الغذائية إلى السوق الصينية، حيث تُظهر إمكانيات التبادل أن بإمكان تونس توجيه صادرات إضافية إلى الصين بقيمة 200 مليون دولار (حوالي 600 مليون دينار)، ما يعادل أربع مرات أكثر من قيمة مبيعات تونس الحالية للصين.
دفع التحديث المشترك: خارطة طريق للتعاون التونسي الصيني والإفريقي العربي
تتجلى أهمية تفعيل شراكات استراتيجية مبنية على الابتكار وتبادل المعرفة بين الدول النامية، وعلى وجه الخصوص بين الصين وتونس والدول العربية والإفريقية، وفي هذا السياق، تبرز العديد من المقترحات التي تسعى إلى تعزيز التحديث المشترك ودفع التنمية الشاملة.
أولًا، يمكن أن يكون إنشاء مراكز إقليمية للتدريب والبحث التكنولوجي في تونس خطوة محورية حيث ستعمل هذه المراكز على تكوين الكفاءات المحلية والإفريقية في مجالات واعدة مثل الذكاء الاصطناعي، الطاقة المتجددة، الزراعة الذكية، والأمن السيبراني، مع دعم صيني على مستوى التجهيزات والمحتوى العلمي.
ثانيًا، من الضروري تجاوز منطق التوريد إلى نموذج يقوم على نقل التكنولوجيا والتصنيع المحلي إضافة إلى إقامة وحدات إنتاج صينية في تونس وإفريقيا لتجميع وتصنيع المعدات التكنولوجية مما سيساهم في خلق فرص عمل وتنمية صناعية حقيقية.
ثالثًا، يمكن للصين وشركائها العرب والأفارقة إنشاء صناديق استثمار مشتركة لتمويل مشاريع البنية التحتية الذكية، مثل المدن الرقمية والموانئ الحديثة وشبكات النقل الذكي، بما يضمن تنمية مستدامة ومتوازنة.
رابعًا، تحفيز ريادة الأعمال المشتركة عنصر أساسي، إذ يمكن تنظيم مسابقات للابتكار، وتأسيس حاضنات أعمال عابرة للحدود، إضافة إلى برامج تبادل بين رواد الأعمال الشباب.
خامسًا، تسهيل الشراكة يتطلب إطارًا قانونيًا موحدًا أو متقاربًا، لاسيما في ما يتعلق بمعايير الجودة، وحماية البيانات، وشهادات المطابقة.
كما يجب تعزيز التعاون الإعلامي والثقافي من خلال تغطية إعلامية مشتركة لقصص النجاح، وتنظيم منتديات فكرية للترويج لتجارب التحديث في المنطقة.
وأخيرًا، تبرز أهمية المبادرات التعليمية والثقافية المشتركة مثل إنشاء جامعات أو معاهد صينية-عربية-إفريقية وتكثيف برامج التبادل الأكاديمي وتعليم اللغات.
إن تحقيق هذه الرؤية يتطلب التزامًا مشتركًا وجهودًا متواصلة من جميع الأطراف، ليُصبح التعاون بين الصين وتونس والدول العربية والإفريقية نموذجًا يُحتذى به في التنمية المستدامة والابتكار، ويُساهم في بناء مستقبل أكثر ازدهارًا للجميع.