دعوات لتشديد العقوبات بعد تزايد حوادث الاعتداء على الحيوانات في تونس
شهدت مدينة سوسة حادثة صدم كلب من قبل حافلة نقل، ما أثار استياء عدد من المارة ورواد مواقع التواصل الاجتماعي الذين تداولوا صورًا وفيديوهات للحادث.
وقد دعا ناشطون إلى مزيد من الانتباه لحماية الحيوانات السائبة وتفادي إيذائها، في حين أذنت النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية في سوسة 1 بفتح بحث عدلي في واقعة الاعتداء وقد تقرّر الاحتفاظ بالمعتدي وهو مربّي أغنام بزاوية سوسة على ذمّة الأبحاث.
وتشهد تونس، كما العديد من دول العالم، حوادث متكررة من الاعتداء على الحيوانات، سواء كانت سائبـة أو أليفة، ما يثير جدلًا واسعًا حول غياب تطبيق فعّال لقوانين رادعة، وأهمية ترسيخ ثقافة الرفق بالحيوان لدى المجتمع.
فالرفق بالحيوان ليس مجرد شعور إنساني نبيل، بل هو مبدأ حضاري يعكس مستوى تطور الشعوب، إذ إن معاملة الكائنات الضعيفة بالرحمة تحاكي أسمى القيم الأخلاقية وقد أثبتت الدراسات أن العنف تجاه الحيوانات قد يكون مؤشرًا على قابلية صاحبه لممارسة العنف تجاه البشر أيضًا، مما يجعل القضية شأنًا مجتمعيًا وصحيًا وأمنيًا.
من هذا المنطلق، يصبح من الضروري وضع قوانين صارمة وواضحة تُجرّم الاعتداء على الحيوانات بكافة أشكاله، مع تشديد العقوبات لضمان الردع، إلى جانب توفير آليات عملية للتبليغ عن هذه الحوادث والتعامل معها بسرعة.
كما يجب على البلديات والجهات المختصة وضع خطط لحماية الحيوانات السائبة، مثل مراكز الإيواء، وبرامج التلقيح والتعقيم، بدلًا من اللجوء إلى الأساليب العنيفة أو القتل الجماعي.
