مهرجان “قابس سينما فن” يوجّه بوصلته نحو فلسطين
الكازما: حفر دؤوب في أرشيف سينمات التحرر
في قسم فن الفيديو هذا العام وبشكل أكثر تخصيص فيما يتعلق بمعرض الكازما فقد اتجه القائمون عليه والذين اختاروا هذه السنة الفنانة والكاتبة البرازيلية أنا فاز نحو مواصلة عملهم الدؤوب في احياء سينما التحرر بأرشيفها الهائل وهي الموزعة في العالم بغير ترتيب بين أرشيف مهمل وأخر مفقود وثالث محتجز ومصادر من الجهات الرقابية. يأتي معرض شموس أخرى: سياسة كونية لغير المنصاعين ليكون تعبيرة إضافية في هذا السياق. سيكون المعرض قبلة لعدد من الفنانين الفلسطينيين ونظرائهم من دول أمريكا الجنوبية في فرصة نادرة الحدوث هدفها الأول تجديد حوار الـ جنوب جنوب ونفض غبار النسيان عن أواصر علاقات تضامن وتكاتف تحرريين ضاربين في التاريخ. المعرض سيأخذ مكانه للتقديم والعرض والمشاركة في الفضاءات الخارجية في قابس خصوصا على شاطئ الكازينو.
كا أوف فنانو المستقبل سيمرون من هنا
على درب المؤسسين وأفكارهم الأولى التي خطت خطوط المهرجان العريضة تحافظ هذه الدورة أيضا على قسم الــ كا أوف الذي يندرج بدوره في قسم فن الفيديو لكن خصوصيته تكمن في تأمينه بالكامل من قبل الفنانين الذين انطلقوا حديثا في مسيرتهم الفنية سواء كان ذلك من ناحية الإشراف أو المشاركة. هذا القسم من الأهمية بمكان حيث يتيح الفرص الأولى لإظهار مستويات الحرفية والتمكن فنيا وإداريا لكنه يتعامل بذات الجدية في المعايير مع بقية الأقسام الأخرى. جرت العادة ألا يقع ضبط محاور مسبقة لهذا القسم وتقوم فلسفته على إطلاق يد الفنانين بالقدر الممكن حتى يتمكنوا من إبراز ما يمتلكونه من كعب فني، وسيكون هذا العام تحت إشراف الفاعلة الثقافية أنيسة الطرودي.
في الواقع الافتراضي: الذكاء في نجدة الجذور
يعتني هذا القسم وهو تحت إشراف محمد عربي صوالحية، بكل ما يتعلق بالمستجد في مجال الواقع الافتراضي والذي يوظفه العاملون عليه لخدمة السينما وتحقيق الإضافة لها. المشرفون على هذا القسم يعملون جاهدين في هذه الدورة كما في سابقاتها على فكرة احترام ذكاء المشاهد والمتابع والمتفاعل مع المادة المقدمة لهذا السبب نجدهم حريصين تمام الحرص على استقدام الاعمال التي نجح أصحابها في تطويع التكنولولجيا والمواد البصرية تماما مثلما نجحوا في اجتراح أفكار ومواضيع تصب في خانة المقاوم من الفن والسينما حتى جاز القول بأننا بصدد متابعة فكرة تطويع الذكاء وجعله في نجدة الجذور والأصول.
فن وفكر: فلسطين الصورة
سيكون المحور الأساسي لهذا القسم في دورة الحال هو الصورة حيث فلسطين في حالاتها الثلاث في صور الامس وصور الراهن وصور المستقبل متخيلا وتعمل الفكرة التي تم البناء حولها على تحويل المعرض من شكله الفيزيائي التقليدي والمعتاد الى حلقات موسعة للنقاش حول هذه الصور وخصوصا تلك التي كانت وليدة ما بعد السابع من أكتوبر. المقاطعة الثقافية و علاقة الفنانين بالمحاور التي تقف في صف آلات الإبادة الجماعية خصوصا الأنجلو-أوروبية ستكون بدورها محل نقاش موسع سيقع خلالها التطرق وفي مرحلة متقدمة الى الحلول الممكنة في النأي بالذات الفنية عن التبعية المفترضة لتلك المحاور سواء في المضامين أو التمويلات بغية تحقيق القدر الأقصى من التصالح مع الذات.