الكاتب المغربي محمد المختار اشرايكي يجمع ما بين المرارة و السكر في روايته الصادرة عن جامعة المبدعين المغاربة
ليس هناك شيء أهم من العائلة”، بهده الكلمات اختتم الكاتب المغربي الشاب محمد المختار اشرايكي روايته “مرارة السكر” التي نشرتها جامعة المبدعين المغاربة، رواية سافر فيها بالقارئ إلى عوالمه المتنوعة، بداية من نافدة الافتتاحية الافتراضية المطلة على الخيال الذي يخوض في ماهية الجنس البشري حيث يقول “الجب” (إحدى الشخصيات الرئيسية في الرواية) أنها قد تتراوح بين أن تكون خلية نمل في علبة بها حفنة من تراب، أو مجموعة خلايا حية في عين عملاق، و بين أن لا تتعدى كينونتها مجرد شخصيات مكتوبة بقلم على ورق، شخصيات حسم أمرها في وقت كان فيه كاتب قصتها يحتسي فنجان قهوته التي من شأن جودتها و حلاوتها تعديل مزاجه أو إفساده، ما سيؤثر بكل تأكيد على مصير الشخصيات الدي يسطره بيده.
الجب الميال للتصوف، الذي جاءت على لسانه الكثير من الفلسفات والأفكار المعتدلة و المتحررة، و الفقيه صديق رجل الدين المعتدل الدي يرمز للتسامح و الوسطية، و عز العرب و الباتول و شرويطة، و دلال و حفصة أيضا كلها شخصيات متفاوتة الأهمية في القصة، في حين يشغل يحيى دور البطولة، الشاب الطموح و المناضل الدي يواجه صعوبات الحياة و العطالة بالتفاؤل و المثابرة، الى أن ألقى القدر في طريقه فرصته مع الابداع و تحقيق الذات و العودة بالنفع على نفسه و على المجتمع من حوله بالعمل كمستشار ضمن طاقم مشروع تنموي يستهدف إشعاع المنطقة.
و تتطرق القصة الى الأحداث الدي تدور عموما بحي السكر و الزقاق الدي يمر به و خصوصا بالدكاكين التي تؤتت فضاءه، أحدات منها السعيدة الصانعة للفرجة و المتعة، و منها العاطفية حيث تحيك “دانيا” حبيبة قلب يحيى بمعية حبيبها قصة رائعة الجمال، و منها العنيفة أيضا، و التي ترك فيها المجال كله لعباس المتشدد لأفكاره المتطرفة و العدوانية.
كما تتخذ الرواية من الظلامية عدوا تهاجمه مند صفحاتها الأولى، باعتماد حوارات و نقاشات فلسفية كثيرة تتمحور حول السماحة و حرية التعبير و حرية المرأة و الدين الوسطي المعتدل. و إلى جانب هده النقاشات المفتوحة رسمت لوحات كثيرة تطرقت لمفاهيم عميق بعضها خصص له صفحات كالموت “المنون” و بعضها الاخر دكر بشكل عابر، كلوحة الأخوين الفقر و الكفر اللدان لا يفترقان و لا يحلان على رقعة الا و يديهما متشابكة حسب قول الكاتب.
مرارة السكر، الرواية التي يقول كاتبها المغربي محمد المختار اشرايكي، أنه خطها مند سنوات الا انه لم يتمم حبكة قصتها، إلا بعد زيارته لصقلية، و في نزل بمدينة باليرمو حينما كان يبحث عن الإلهام لكتابة قصة عن المافيا الإيطالية، ليجد شخصيات روايته التي هجرها تشد رأسه و تأسر دماغه ليستهل رحلة الكتابة مند دلك الحين.
و يعرب الكاتب عن رغبته الكبيرة و أمانيه في أن تصير روايته في يوم من الأيام عملا سينمائيا أو سلسلة تلفزية قصيرة، لأنه يرى أنها سيناريو شبه مكتمل و قصة فرجوية سيزيدها التجسيد جمالية أكبر